كانت لروما محزنة كبرى هلك
فيها جيل كامل من خيرة شبابها ، على يد حنبعل القرطاجي ، ودارت رحاها على
الأرض الإيطالية (حاليا)، وبعد هذه المعركة لم تقو روما على مواجهة حنبعل
قط، وعاث حنبعل لمدة 18 عاما في الجنوب من أجل عقد تحالفات ضد روما، وكانت
مدينة كانو من هذا الطابور الخامس، فدفعت ثمنا مدمرا بعد انقلاب الزمن على
حنبعل .
وحين رست أقدام جيش حنبعل في الأرض الإيطالية لم تقدر روما خطره حق التقدير فأرسلت له جيشا أباده ، ثم حشدت له أفضل الفيالق بأفضل القادة، وكانت المعركة هذه المرة التي أخذت اسمها "كاني" أي الكماشة .
وخلاصة هذا التكتيك العسكري أن الجيشين يتقابلان بقلب وميسرة وميمنة وذيل
مع الخيالة على الجوانب، ثم يحمى الوطيس ويهرع الأبطال في دخول بوابة الموت
.
أما حنبعل فدفع القلب إلى الأمام ثم خطط له بالتراجع وكأنه ينهزم
وهي خديعة، فيفرح العدو ويتقدم فتنسحب المقدمة أكثر فأكثر، وإذا أصبحت
مقدمة جيش العدو قد غطست في عمق جيش هانيبال فهو يستجرها أكثر فأكثر في
الوقت الذي تلتف الأجنحة تدريجيا على جوانب العدو، وحين يكتمل الطوق
الجانبي تقوم الخيالة بالالتفاف على العدو من الخلف وهكذا يحكم إغلاق
الدائرة على العدو، وفي هذه الحالة يقاتل الجيش بحوافه فقط ويصبح لجيش
حنبعل أشبه بقطعة لحم فيقطعها شرائح بسهولة ويقضي على الجيش بأكمله .
وهكذا فقد قتل في ذلك اليوم المشؤوم 80 ألف روماني من خيرة شباب روما، فلم يبق بيت إلا وقد خسر منه شاب وهلك يافع وذبح كهل..
ولكن ما نوه الرومان له أنه لم تكن لخطة حنبعل أن تنجح وأن يحقق
الإنتصارات الخالدة لولا القوة الحربية للمقاتلين الأمازيغ الذين كانوا
مرتزقة يؤلفون معظم جيش حنبعل ، كما يشهد على ذلك قول تيتوس ليفيوس Titus
Livius : "إن سيوف النوميد هي التي فصلت الفصل النهائي في معركة Cannae"
.......وقد صدق المثل الصيني القديم "إنما يدفع الجندي من دمه
ثمنا لشهرة قائده"
.
للمزيد زوروا موقعنا : www.historicodz.blogspot.com