والغالب على الظن أن الممالك الأمازيغية تكونت على هذا النحو (أي توحيد القبائل أولا) قبل الدول التي يرتبط تاريخها بتاريخ قرطاج و روما .... إذن لا حاجة هنا لإثبات قيام دول أمازيغية قديمة ، حيث كانت بمثابة دولة مدينة وقرية ، شبيهة بما حدث في بلدان أخرى كسومر وبابل وفينيقيا واليونان وأوروبا في تلك الأثناء ...كما أنه لا سبيل لإنكار تشكيل كيان أمازيغي متقدم له صفات الدولة حتى وإن غلب عليه طابع الكتلة القبلية .
وهذا الأمر طبعا يكاد يصبح من المسلمات ، إذ تتكلم الوثائق التاريخية عن ملك أمازيغي ربما كان إسمه "معارايو" إشتبك بجيشه المتكون من قبائل المشوش الأمازيغية ضد الجيش المصري بقيادة "مرنبتاح" في سنة 1220 أو 1230 ق م ، وحدث ذلك في وقت تعرضت فيه مصر لغزوات شعوب البحر ،
وهذا الأمر طبعا يكاد يصبح من المسلمات ، إذ تتكلم الوثائق التاريخية عن ملك أمازيغي ربما كان إسمه "معارايو" إشتبك بجيشه المتكون من قبائل المشوش الأمازيغية ضد الجيش المصري بقيادة "مرنبتاح" في سنة 1220 أو 1230 ق م ، وحدث ذلك في وقت تعرضت فيه مصر لغزوات شعوب البحر ،
وشعوب البحر هؤلاء قدموا إلى هذه المناطق في شكل هجرة واسعة ، قامت بها الشعوب المعروفة بإسم "الهندوأوروبية" ، وقد تميزت الفترة الزمنية المحصورة بين 1400 و 1100 قبل الميلاد بتحولات عظيمة في منطقة البحر المتوسط بأكملها ، ويعتبر الباحثون أن هذا العصر يشكل منعرج دولي خطير ، ففيه إستقرت شعوب عديدة في أوروبا بحيث تشكل فيما عرف بعد بـ :" الإغريق واللاتين" .
إذا ففي هذا العصر المصيري لم تكن البلاد المغاربية غائبة أو مهملة ، بل كانت تشارك في الأحداث التاريخية إلى جانب أبرز الشعوب آنذاك مثل الشعب المصري واليوناني والاتيني وشعوب أخرى في أرض الرافدين وسوريا ، ويبدو أن هذه الحركة الكبرى لشعوب البحر ، قد سمحت لسكان البلاد المغاربية بالإنغماس في ذلك التيار الدولي المتنامي ، والإختلاط مع شعوبهم أو التأثر بهم أو التأثر فيهم .
وعليه قد يكون قدوم الفينيقيين إلى هذه الديار داخل في هذا الإطار وليس كما ترويه اسطورة "عليسة" ، كما أن وصول الإغريق إلى "القريني Cyrenaica" في منطقة برقة (ليبيا حاليا) ، كان أيضا ضمن حركة شعوب البحر ، وليس كما شردته أسطورة مينوس Minosالإقريطي مع إبنته أكاكاليس Akakalis أو خرافة أبطال اليونان الذين قدموا من حرب طروادة ...وأسطورة الأطلنطس وإحتمال وجودها في جهات قابس حيث شط الجريد ، أو رواية الميديين والفرس وإنتقالهم من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى شمالي إفريقيا ، فأضحوا نوميديين ...إلخ
فتلك الحكايات كلها ولدت في خضم التحولات العظمى التي حدثت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط
.
للمزيد زوروا موقعنا : www.historicodz.blogspot.com
إذا ففي هذا العصر المصيري لم تكن البلاد المغاربية غائبة أو مهملة ، بل كانت تشارك في الأحداث التاريخية إلى جانب أبرز الشعوب آنذاك مثل الشعب المصري واليوناني والاتيني وشعوب أخرى في أرض الرافدين وسوريا ، ويبدو أن هذه الحركة الكبرى لشعوب البحر ، قد سمحت لسكان البلاد المغاربية بالإنغماس في ذلك التيار الدولي المتنامي ، والإختلاط مع شعوبهم أو التأثر بهم أو التأثر فيهم .
وعليه قد يكون قدوم الفينيقيين إلى هذه الديار داخل في هذا الإطار وليس كما ترويه اسطورة "عليسة" ، كما أن وصول الإغريق إلى "القريني Cyrenaica" في منطقة برقة (ليبيا حاليا) ، كان أيضا ضمن حركة شعوب البحر ، وليس كما شردته أسطورة مينوس Minosالإقريطي مع إبنته أكاكاليس Akakalis أو خرافة أبطال اليونان الذين قدموا من حرب طروادة ...وأسطورة الأطلنطس وإحتمال وجودها في جهات قابس حيث شط الجريد ، أو رواية الميديين والفرس وإنتقالهم من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى شمالي إفريقيا ، فأضحوا نوميديين ...إلخ
فتلك الحكايات كلها ولدت في خضم التحولات العظمى التي حدثت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط
.
للمزيد زوروا موقعنا : www.historicodz.blogspot.com
