أصول سكان شمال إفريقيا حسب المؤرخ الفرنسي "شارل أندري جوليان" :
.
فإننا نلاحظ استيطان الساميين ( الفينيقيين والعرب ) والهندوأوروبيين ( اللاتين والوندال والإغريق ) والأتراك والزنوج ، غير أن هذه العناصر المختلفة ، وإن هي امتزجت بالسكان المستقرين ، فقد أتت بعدد ضئيل جدا بحيث تعذر عليها تغيير المقومات الجنسية بإفريقيا الشمالية ، فالواندال كانوا 80 ألفا ، وكذلك العرب المستوطنون فعددهم لم يكن كبيرا جدا ، فالجيوش المرسلة من الشرق إلى إفريقيا طوال قرنين السابع والثامن بلغ مجموعهم 150 ألف رج
ل تقريبا ، وكما قال ويليام مارسي " يجب أن نعتبر الخسائر في الآرواح في ساحات القتال مدة الغزو الطويلة والثورات الأمازيغية ، غير أنه من الواجب أن نزيد على هذه المجموعة النساء والأطفال والموظفين والتجار والمبشرين الذين كلفوا بنشر تعاليم الإسلام بين الأمازيغ ، ومجموع هؤلاء لا يتجاوز 200 ألف أو 300 ألف من الدخلاء على أكثر تقدير ، أما فيما يخص العناصر الأخرى المستوطنة فليس لدينا أرقام ولو تقريبية ، ولكن ليس هنالك ما يدعو للإعتقاد بأنها كانت كبيرة العدد ، وفي الجملة لا نرى أن واحدا منها أمكن أن يكون له مفعول قوي فيما يخص واقع البلاد الجنسي ، خاصة نحن إذا لم ننس أن المستوطنين كانوا يتعاقبون في الزمان وينتشرون في المكان .
فهذه الملاحظات تدعونا إلى التفكير في أن السكان الذين يعمرون بلاد الأمازيغ اليوم ـ مع اعتبار بعض عمليات التوليد ـ هم أنفسهم من كانوا يعمرونها في أوائل عصور التاريخ.
المصدر : شارل أندري جوليان .....من كتاب تاريخ الشمال الإفريقي ......ص 54 + 55
.
للمزيد زوروا موقعنا : www.historicodz.blogspot.com