دخول الأمازيغ في الإسلام الجزء 05
سنتكلم عن الفتح الإسلامي للجزائر بين سنة 674 إلى 682 م
بعد حملة عبد الله بن أبي السرح قائد جيش العبادلة المتحالف مع المسلمين الأعاجم من الأقباط والأمازيغ سنة 646 م بأمر من عثمان بن عفان رضي الله عنه وإنتصارهم على الحاكم جرجير الروماني في معركة سبيطلة جنوب تونس ، عاد المسلمون محمّلين بالغنائم إلى الفسطاط بمصر مركز قيادة الوالي عبد الله بن ابي السرح الذي خلف عمرو بن العاص المتوفي ، هذه الهزيمة النكراء للبيزنطيين أثارت سخط هرقل كبير الروم الذي بعث البطريق تقفور على رأس جيش عظيم لإسترجاع ملك إفريقية ومعاقبة بقايا البيزنطيين وحباحبة أو جناديوس الثاني في مصادر أخرى خليفة جرجير المقتول بدفع نفس المبلغ من الذهب والغنائم التي ظفرها جيش المسلمين ممّا أشعل فتيل حرب جديدة بين بقايا البيزنطيين بتونس والجيش المبعوث من طرف هرقل للإنتقام منهم حيث عم الخراب والقتال مدة عشرين سنة ، تغيرت الحسابات فهرول خليفة جرجير للإستنجاد بالخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان للإنتقام من دولته التي ظلمته الشئ الذي شجّع معاوية على إعادة الكرّة وبعث حملة ثانية لإفريقية سنة 666 م بقيادة معاوية بن حديج السكوني الذي خلف عبد الله بن أبي السرح قائد حملة سبيطلة 646 م وإنتصر على البيزنطيين لكنه عاد للفسطاط بمصر لأسباب مجهولة الذي عُزل من طرف معاوية وعيّن مكانه عقبة بن نافع
ومن هنا نستنتج أن الفتوحات الإسلامية لشمال إفريقية قبل عهد المهاجر بن دينار كانت تتميز بالكر والفر دون تثبيت قدم الإسلام فيها ثم هي لم تمتد إلى قرطاج أهم مدينة في إفريقية تونس ولا أرض الجزائر والمغرب ، أي هي غزوات فقط وليست فتح بمعناه الحقيقي إقتصرت فقط على ليبيا وجنوب تونس
أما عقبة بن نافع أقام مدينة قرب جبل القرن بتونس التي ليست هي القيروان التي أسسها أبا المهاجر دينار ، ولم تطأ قدما عقبة أرض الجزائر بعد لأنه عُزل من منصبه بأمر من معاوية بن أبي سفيان نفسه تحت ضغط مسلمة بن مخلد الأنصاري المقرّب من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 50 هـ أو سنة 47 هـ حسب الإمام الفقيه الليث بن سعد بن عبد الرحمن وهو أوثق وأصح ، حيث سلّم مسلمة إمارة إفريقية لأبو المهاجر دينار الذي كان له الفضل في تأسيس مدينة القيروان بين سنة 47 هـ أو 50 هـ إلى سنة 55 هـ وفتح أرض الجزائر .... يتبع
المصدر : كتاب مقدمة في تاريخ الإباضية ببلاد المغرب للأستاذ التونسي محمد سعد الشيباني
تاريخ الجزائر العام الجزء 01 لعبد الرحمن بن محمد الجيلالي
