دخول الأمازيغ في الإسلام الجزء 07

الحقيقة دائما تنتهي بالسطوع كشمس الصباح التي تمزق الظلمات ، ها هو الأستاذ عز الدين بالطيب العقبي أحد أبناء بسكرة الأقحاح وابن الشيخ الطيب العقبي أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين ، يعترف لكم ويقول لكم الحقيقة المخفية عن هوية أبا المهاجر دينار وذلك في كتابه (من أعلام منطقة بسكرة) وهو كتاب قيم جدّا

هذه الحقيقة المخفية تتمثل في كون أبا المهاجر دينار أمازيغي من تهودة ببسكرة أي أنه من قبيلة أوربة نفس قبيلة أكسل وهذا ما يفسر النقاط التالية التي بيّنّاها سابقا

أولا هو الوحيد الذي أحسن للأمازيغ عكس بقية قادة جيوش الفتح

ثانيا هو أول من بنى مدينة إسلامية في شمال إفريقيا عوض إتخاذ بيوت الشعر مثل الفسطاط ، وأطلق عليها إسم أمازيغي وهو تكروان أو أكيروان الذي يعني التجمع ويقابل هذا الإسم في العربية اسم الكوفة ، ثم عرّبت فيما بعد وأصبحت القيروان

ثالثا هو أكثر من إلتف الأمازيغ حوله ولهذا إستطاع جيشه الإسلامي التغلغل في تونس والجزائر من الشرق إلى الغرب

رابعا أول منطقة قصدها أبو المهاجر دينار في أرض الجزائر هي بسكرة وفيها موطنه تهودة

خامسا هدف أبو المهاجر من توجهه لتلمسان هو إدخال قبيلة أوربة للإسلام ودعوة ملكها أكسل كذلك رغم كون تلمسان أرض لبني يفرن الزناتيين وهم أوفر عددا وأهم من اوربة ، التفسير هنا واضح فأبو المهاجر دينار من تهودة ببسكرة وهي أحد مواطن أوربة أي أبو المهاجر منهم وما إصراره على إسلام قبيلة أوربة أكثر من قبيلة أخرى لدليل على إنتمائه لها

سادسا بعد إسلام أكسل الذي أصبح صديق ملازم لأبي المهاجر ، قام الرجلان بتشكيل جيش أكثره من قبيلة أوربة لإعطائها شرف فتح قرطاجة بتونس أهم مدينة في شمال إفريقيا وهذا ما يؤكد إنتماء ابا المهاجر لقبيلة أوربة ثم هذه النجاحات أثارت غيرة البعض

سابعا المؤرخين العرب المولوعين بعلم الأنساب ، يعرفون أنساب كل الصحابة والتابعين لكنهم حين يتكلمون عن أبا المهاجر يكتفون بقولهم أنه مولى للعرب ويستصغرون حجمه لدفن تاريخه والإنتقام من نجاحاته مع صديقه أكسل

ثامنا الذين زعموا أنه فارسي ظنّوا هذا بناءا على المدينة التي بناها (تكروان) أن إسمها فارسي وهذه معلومة خاطئة (أنظروا الأجزاء السابقة) لأن هذا الإسم أمازيغي وعندما يقال عن رجل أنه يعيش في بلد ما أنه مولى فهذا يعني أنه من أهلها الأصليين ، الموالي الذين عاشوا خارج أوطانهم الإسلامية كان المؤرخون يشيرون إلى إذا لم يستدل على أصله من إسمه فعلى سبيل المثال هناك عالم فلك أمازيغي في العهد العباسي بالعراق إسمه محيي الدين المغربي تجد أن أصله يشار إليه في لقبه وإذا لم يأخذ لقبا يشير لأصله يذكر المؤرخون نسبه الأصلي وموطنه الأصلي